هذه هي الديمقراطية التي قام بها عبد الناصر
بقلم : محمد رفعت
يمر علينا اليوم الذكري 52 لرحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر , لتستعيد الذاكرة أيام العز والشرف والكرامة التي عشناها مع حكمه .
فهو الذي خرج بالأمة العربية كلها بل ولبعض دول العالم الثالث للحرية .. فقد كان قائدا لثورة قامت في يوليو 1952
وتمكنت من تحرير مصر من الاستعمار الانجليزي الذي كان يرزح علي صدرها لمدة 74 عاما .. ولم تعرف مصر الحرية إلا بعد الثورة ,
وهو من بدأ الثورة بقوانين ترد علي الشعب أملاكه .. فكان قانون الإصلاح الزراعي في سبتمبر 1952 بعد أقل من شهرين من الثورة
ليرد علي الفلاح المصري أرضه التي استولي عليها الإقطاع وهو إقطاع تملك الأرض دون أن يشتري منها شبرا واحدا
وإنما كانت الأرض توزع علي من أدوا خدمات للبيت العالي وهي خدمات تبدأ من الخيانة للوطن وحتى الرقص في بلاط صاحب الجلالة
والعمل مرشدين لقوات الاحتلال الانجليزي في الوصول من التل الكبير الي القاهرة .
وهؤلاء هم من تملكوا أرض مصر وصاروا يمتلكون 98% من الأرض والفلاحين المصريين يمتلكون 2% من أرض مصر
فرد عبد الناصر بقانون الإصلاح الزراعي الأرض لأصحابها . وفي نهاية عام 1952 وهو العام الذي قامت فيه الثورة يصدر قرار تحديد الحد الأدنى لأجور عمال المياومه .
وتستمر الثورة في تحقيق آمال الشعب وتطلعاته فتبدأ في يناير عام 1953 في تأسيس هيئة التحرير تحت شعار الاتحاد والنظام والعمل لتحقق أهم أهدافها وهي :
1- تحرير وادي النيل من الاستعمار .
2- تحقيق الحياة الحرة الكريمة للشعب المصري .
3- بناء مجتمع جديد علي أساس من الإيمان بالله والإخلاص للوطن وتعزيز الثقة بالنفس .
وكان رأي جمال عبد الناصر أن تكون هيئة التحرير نموذجا جامعا لتنظيم الشعب المصري لتحقيق أهدافه وبديلا للأحزاب التي تسعي لجر المغانم لأصحابها
وتسعي لإشباع شهوة الوصول للسلطة والحكم . بل هو تنظيم يؤمن بأن النهضة لاتتحقق إلا إذا آمن كل فرد ببلده وقدراته ،
وإعادة بناء الوطن لاتتم إلا إذا قام كل فرد بواجبه نحو الوطن . وأن الفساد الذي ران علي البلاد عشرات السنين يحتم علينا أن نعمل جميعا كل في اتجاهه من أجل إزالته .
وصدر دستور عام 1956 ونص علي أن يكون الاتحاد القومي هو التنظيم السياسي – البديل لهيئة التحرير – ونشأ الاتحاد عام 1957
وكان يعمل علي تحقيق الأهداف التي قامت الثورة من أجلها وبناء الأمة بناء سليما من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
وفي 4 /7/1962 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأسيس الاتحاد الاشتراكي العربي بديلا للاتحاد القومي لقيادة الحياة السياسية داخل مصر .
وتضمن أن يكون 50% من مؤسسيه من العمال والفلاحين وهم القوة المنتجة والأساسية داخل مصر .
وما سلف يعني أن عبد الناصر كان يؤمن بأن التطور الاجتماعي يجب أن يواكبه تطور سياسي بتنظيمات تستطيع آداء الدور المنوط بها في تحقيق أهداف الشعب وآماله وطموحاته .
ولعل أخطر ماواجهته الثورة هو الاتهام الموجه لها من أعدائها بل ومن بعض من يتسمون باسمها بأنها صادرت الديمقراطية , وهو أمر كاذب كذبا بواحا .
فالثابت .. أن أكبر اهتمامات عبد الناصر كان ترسيخ الديمقراطية .. والديمقراطية لاتأتي إلا بإشاعة الحريات العامة داخل المجتمع كله .. فالثابت :
1- أن الثورة اهتمت بالزراعة وأنشأت الجمعيات الزراعية بالقري لتقوم بإمداد الفلاح باحتياجاته من السماد والتقاوي والكيماويات بسعر مدعم ..
علي أن يقوم بسداد قيمتها بعد بيع لمحصول أو تسليمه للجمعية لبيعه في حال عدم قدرته علي بيعه وتسويقه .
والمهم أن كل جمعية يديرها مجلس إدارة منتخب ( منتخب ) من الفلاحين المقيدين بزمامها يضع خطتها ويشرف علي إدارتها ..
ويشترط أن يكون هذا المجلس بالانتخاب من بين الأعضاء . ويجمع الجمعيات جميعها اتحاد جامع علي مستوي الجمهورية للتعبير
عن مطالبها مشكل أيضا بالانتخاب من بين أعضاء مجالس إدارة الجمعيات المنتخبين .
2- أن الثورة قامت بإنشاء المصانع التي بلغ عددها حوالي 1200 مصنع ولكل مصنع لجنه نقابيه يتم تشكيلها بالانتخاب من بين العاملين
ويجمعهم جميعا الاتحاد العام للعمال علي مستوي الجمهورية .. علاوة علي اشتراط أن يكون من بين أعضاء مجلس إدارة كل مصنع عضوين منتخبين
من العمال به يشاركون ويضعون خطط المصنع والإنتاج .
3- ويأتي بعد ذلك الخط السياسي العام للدولة مشترطا أن يكون من بين كل التشكيلات السياسية داخل الدولة ومؤسساتها التشريعية 50% من العمال والفلاحين .
أي أن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر التزم الحريات العامة والديمقراطية علي كل الأصعدة داخل البلاد ملتزما مشاركة الشعب فيها بالانتخاب ..
وضمان حق العمال والفلاحين باعتبارهم القوي المنتجة داخل الدولة . وما يرده أعداء جمال عبد الناصر عن غياب الديمقراطية ماهو الا كذبه روجها أصحابها وصدقوها .
رحمة الله عليه في يوم ميلاده .. فسيظل بيننا حيا حتى بعد الرحيل .
رئيس حزب الوفاق القومي الناصري
